الأحد، 30 سبتمبر 2018

قصة زائر منتصف الليل الجزء الثالث

الجزء التالت من قصه

زائر منتصف الليل

مشيتها كانت غريبة , و كأنها تقف على أرض صابونية تمكنّها من الانتقال دون المشي , أو لكأن الرياح تدفعها نحو الباب مما أثـار الرعب في قلبي و ليُصببَ العرق على جبيني لرؤية ذلك الشيء الأسود يطير في الهواء بجانبي , قال الرجل بصوت أخشن:" يا وليد ! لا تحدّق في امرأتي " ذهلت لما يقول و أنا التفت إليه بسرعة و كأنني ارتكبت جريمة لكنني أتفهم موقفه بأنه يغار على زوجته فهاهم حال الأعراب البدو , ثوانِ قليلة فإذا بالمرأة تقبل نحونا , كيف انتهت بهذه السرعة ؟؟ هل استعملت دور المياه بهذه السرعة ؟؟ , همسَت للرجل حيث لم أسمع صوتها ثم قال:" يا وليد ! إن امرأتي لا تعرف كيف تفتح الباب , و إني لأرجو منك أن تسمح لأختك بالذهاب معها لتفتحه " ما الذي يقوله هذا الرجل ؟ و أي امرأة غبية تلك ؟؟ فالباب عادي , نظرت نحو ريم ففهمت مقصدي خطأ و نهضت من فورها لكنني همست لها:" عودي بسرعة " إذ لم أرد أن يلحظ أي من الغريبان مقدار خوفي منهما فأومأت لي بالموافقة و اتجهت صوب الباب ثم تحدث الرجل إلى المرأة بكلمات أخرى غير مفهومة و تبعت تلك المرأة ريم ليخرجا من الغرفة , ثم أردف الرجل:" إنها أجنبية و لا تفهم اللغة العربية " شعرت بنفسي و أنا أحرك بساقي متوتراً إلا أن الرجل كان أسبق مني بالملاحظة:" يا وليد ما خطبك ؟ " كان كل ما أفكر به هو عودة ريم و قد شعرت بالساعات تمر و ما كانت سوى بضع ثوانٍ لكنني نهضت من فوري لألحق بهما لكن الرجل قال:" يا وليد ما بك ؟ , ويحك أين ستذهب ؟ " نظرت إليه مستنكراً ما يقول إذ أن هذا المنزل أعيش فيه و لي حرية التصرف , فتجاهلته و لحقت بريم و المرأة الغريبة و لكن كلمات الرجل جمدتني في مكاني قبل أن أخطو عتبات باب الحجرة:" يا وليد ! هل تخاف من الظلام أم من الموت أكثر ؟ " حدقت في ذات الرجل و كلي رجفة و رهبة إذ نهض ووقف على ساقيه و هو ينظر إليّ و أنا لا أملك من القوة ما يمكنني من الهرب خوفاً منه و فجأة أظلمت الدنيـا عليّ و أسودت و لا أرى شيئاً بعيني

ظننت أنني سقطت أرضاً وأغشي عليّ ولكنني أدركت أنني لازلت واقفاً , مشيت بخطوات مبعثرة فاصطدمت بشيء ما , تحسسته فكان باب الحجرة الذي أعرفه جيداً , أدركت أن الكهرباء قد انقطعت و الظلمة قد جعلت من أرجاء المنزل حالك الظلام , عقيم الصوت أخرس , اتجهت مسرعاً نحو دورة ميـاه الضيوف قبل أن يسبقني الرجل إلى هناك:" ريم ! ريم ! " ناديتها بصوت عالٍ , فتحت باب دورة الميـاه بعنف و ناديت ريم , صوت هدير الميـاه هو ما أسمعه فقط في تلك الأثنـاء فأدركت أنه قادم من المغسلة التي أحفظ مكانها جيداً في العتمة السوداء , اتجهت إلى الصنبور و أغلقت الميـاه علني أستطيع سماع صوت ريم الضعيف:" ريم ! ريم ! " جلت في أنحاء المنزل بحثـاً عنها لكن لم تحدث استجابة , و لكن أين ذهب ذلك الرجل و امرأته الغريبة ؟؟ هل يمكن أنهما قد اختطفـا ريم و خرجا من المنزل ؟ و أي أحمق أنا ؟ هل ذهبت المرأة لتقطع التيار و تخطف ريم ليلحق بها زوجها و أقف أنا كالأبله هنا , ريم ريم أين أنتِ يا أختي ؟ , اتجهتُ نحو باب المنزل مسرعاً أملاً باللحاق بها إن كانت نظريتي صحيحة لكنني فوجئت بأن الباب مغلقاً بإحكام حاولت فتحه بقوة و مرة أخرى بتأنٍ و لكن كل ذلك لم ينجح , لفت انتباهي ما يحدث في غرفة الضيوف بالمقربة مني حينما سمعت صوتاً ينبعث من هناك , اهتز كياني و استدارت الأسئلة في عقلي عما يكون ذلك الشيء , كان فحيحاً إن لم أخطئ و أصوات خطوات تسير هناك , في ذلك الوقت انقشعت الغيوم عن القمر و استطاعت خيوطه اختراق نوافذ المنزل ,اقتربت من الحجرة شيئاً فشيئاً حتى تمكنت من خطف ما يجري بالداخل و قد هالني منظرها ,جسد أسود يقفز و يرتمي على الأرض و يتحرك بعشوائية و دون إرادة و كأنه يرقص طرباً , في تلك اللحظة شعرت بأنني في أسوء موقف يمكن أن يمر به أي إنسان , إنها امرأة الرجل الغريبة أراها و هي تضرب على الأرض و تجثو على ركبتيها و تقفز و لا شيء من جسدها يمكن أن يظهر سوى ذلك السواد الذي رأيته عليها منذ البداية , انطلقت بكل قوتي أركض إلى ما لا أعرفه أتخبط في الظلام فحسب فلابد أن خوفي مما يحدث في ذلك الوقت كفيل بمسح ذاكرتي مؤقتاً لأنسى تفاصيل هندسة المنزل الذي أعيش فيه ,صعدت الدرجات العلوية حينما شعرت بأنني أبطأ مخلوق على وجه الكرة الأرضية , تبعثرت على الدرج لكنني أسرعت بالصعود لأعلى دون أن أشعر بإصابات ألمّت بي جراء سقوطي , فتحت باب السطح و أغلقته فور دخولي هناك و جلست ألهث كما لم يكون لي أي غدد عرقية , ماذا سأفعل الآن ؟ أين سأجد ريم ؟ و أين سأخرج نفسي من هذا المأزق ؟ فتلك المرأة مجنونة أو كما يبدو لي أنها ليست سوى مخلوقاً من الجن قد أثارت كل خلية ساكنة في جسدي," ريم ! أين أنتِ ؟" جلستُ أناديها و أنا أجول غرف الملحق الموجود على السطح , ومض في ذاكرتي آخر مرة كنت أفعل بها ما أفعله الآن [ لعبة الاختباء ] و ليت الدور كان عليّ الآن , فريم تحب الاختباء في حجرة التنظيف و في الغسالة بالذات , توجهت إلى هناك بسرعة و كلي أملاً بالعثور عليها هناك , كانت الرؤية في السطح أسهل مما كانت عليه في الأسفل ,فتحت باب الحجرة و تقدمت نحو الغسالة:" ريم ! أأنتِ هنا يا ريم ؟ أنا وليد ؟ " و ما إن لفظت تلك الكلمات

🔱تم والجزء الاخير النهارده وانتظر قصه جديده🔱

                 ⚫حارس⚫القبور ⚫

0 تعليقات

إرسال تعليق