الأحد، 30 سبتمبر 2018

قصة هونا الجزء الاول




انها الثانية عشر اذا هى على وشك القدوم الى غرفتى اعتدت على وجودها تقريبا لم تعد تخيفنى كما فى السابق اعتدت على النوم بينما هى تراقبنى لم تعد ترعبنى نظراتها ولا همساتها التى تشبه فحيح الافاعى وهى تهمس فى اذنى بكلمة واحدة لا اعرف ما الذى تعنيه بها حقيقة ايضا لا اعرف ما الذى تريده من زيارتها الليلية هذه كل يوم الى غرفتى تقف قرب خزانة ملابسى فى ذلك الركن المظلم والبعيد من الغرفة .
صدقا لم احاول يوما ان انير الغرفة لاراها جيدا ولا اعرف السبب هل هو خوفى من ان تهاجمنى اذا ما تحركت ام خوفى من رؤيتها بالكامل ام لانى لا اريدها ان تغادر فانا اعرف جيدا انها ستختفى على الفور لذلك اكتفيت بما يمكننى رؤيته من خلال ضوء القمر الذى يدخل عبر زجاج نافذتى و يسقط على جزء صغير من الجهة اليسرى من وجهها و شعرها وهذا الجزء الذى اراه كاف لمعرفة مدى بشاعتها لا ارى فى عينها سوى الظلام و الظلام فقط حفرة سوداء هذا يجعلنى اتساءل ما هو شكل عينها الاخرى التى لم ارها يوما هل هى حفرة اخرى مظلمة , لا افكر ابدا فى النهوض من سريرى و الذهاب الى حيث تقف لاستكشف ما لا استطع رؤيته منها بسبب الظلام اذا فخوفى هو الذى يتحكم بى ويمنعنى من الاقدام على فعل اى شىء طوال ساعات بقاءها اى طوال الليل , بمجرد ان اغلق عينى واغفو اسمع صوتها فى اذنى واشعر بانفاسها الساخنة كأن الجحيم موجود بداخلها فتنفث اللهب فى وجهى كلما همست الى قائلة كلمتها المعهودة "هَوْنًا" , اعود فافتح عينى لاجدها كما هى واقفة فى الركن البعيد كيف حدث هذا كيف و متى اقتربت منى ثم عادت وابتعدت هكذا مرة اخرى و بهذه السرعة , اذكر اول مرة رأيتها اذكر كل تفاصيل تلك الليلة جيدا واحداثها التى وقعت بعد ان انتقلنا الى بيتنا هذا مباشرة اجل كانت اول ليلة لى فى هذه الغرفة , وقتها اغمضت عينى لانام فشعرت فجأة بهواء ساخن يلفح وجهى اقشعر جسدى حتى شعرى احسست به يقف ماذا هناك ما الذى يحدث هكذا سألت نفسى لكن لم اتمكن من اخراج اى صوت من حنجرتى كذلك لم استطع التحرك و كاننى اصبت بالشلل ادركت الامر بعد لحظات لقد سمعت عن هذه الاعراض من قبل انها تسبق ظهورهم اذا فاحدهم قادم لزيارتى من العالم الاخر استسلمت و توقفت عن محاولة الصراخ وطلب النجدة او محاولة التحرك والقيام من السرير فقط بقيت مستلقيا اراقب ما يحدث تلفت هنا وهناك لا اعرف فى اى جزء من الغرفة سوف اراه الى ان اهتزت الغرفة و اخذت ارضها تصدر صوتها عال تزلزلت الارض و تشققت بالتحديد فى ذلك الركن المظلم بجوار الخزانة وشيئا فشيئا خرجت ضيفتى من تحت الارض وكانها نبتة اخذت تنمو بسرعة امام عينى الى ان خرج جسدها بالكامل بعدها عادت الارض كما كانت لا اثر لاى شقوق فيها , بقيت واقفة هناك تنظر فقط و هذا ما تفعله كل ليلة تتأملنى طوال الليل و تنتظر ان اغفو حتى تهمس فى اذنى بكلمتها الواحدة و تعود لتقف فى ركنها المظلم مرة اخرى حتى الفجر و عندما يحين موعد عودتها الى الجحيم الذى تاتى منه تنشق الارض مرة اخرى لتبتلعها ثم يختفى كل شىء , لا ثر يبقى لها , ماذا اذا اردت اخبار احدهم عنها ما الذى سيقوله فانا لا املك اى دليل بالتاكيد سيقال انى جننت هذا بالاضافة الى سماع التفسيرات التى لا تعنى شيئا سوى انى غبية اولها ربما كنت تحلم !! وهل انا غبي لهذه الدرجة فلا اعرف كيف افرق بين الحلم و الواقع ؟ ربما تتخيل , انها مجرد اوهام , هلوسات كلها تفسيرات يعتقد اصحابها انها عقلانية اما انا فلا , قررت ان اتصرف ولكن بحذر بحثت عن تاريخ المنزل فمن كان يسكن قبلنا اقرباء لنا سوف اسألهم لماذا غادروا و هل للبيت تاريخ و ماض مخيف اذا سال احدهم لما اطرح مثل هذه الاسئلة اقول لهم اننى فضولي لا اكثر , بحثت هنا و هناك سألت هذا وذاك لم اترك شىء لم افعله لاصل الى حقيقة ما يحدث معى ,ذهبت الى منزل قريبنا المالك السابق لمنزلنا و هو رجل كبير فى السن كنت اقول له "جدى" ادرك الامر بمجرد ان طرحت اول سؤال
- "لما تركتم المنزل" ؟
قال لى : 
- اذا رأيتها ؟ ظهرت لك زائرة منتصف الليل !!
- اجل ظهرت بل انها اصبحت مقيمة تاتى فى الليل و تنصرف عند الصباح ولا اعرف ماذا افعل كى تتوقف عن زيارتها المخيفة لى , لا اعرف حتى ما سبب هذه الزيارة فهى تقف طوال الوقت بلا حراك فى ركنها المظلم الا لحظات تقترب فيها منى وتهمس لى بكلمة واحدة تظل ترددها قائلة "هَوْنًا"....
عندها صاح العجوز قائلا :
- اجل هذا ما كانت تقوله لنا ايضا "هَوْنًا" ترى ما الذى تقصده بهذه الكلمة ؟
قلت :
- "ربما اذا عرفنا ماض المنزل او الارض التى اقيم عليها توصلنا الى سبب ظهورها و سكنها للمكان و السر وراء كلمتها هذه "
رد على جدى قائلا :
- انا اعرف كل شىء عن المكان لكن كيف سيفيدنا هذا الامر ليس للبيت ماض مخيف ولا شىء من هذا القبيل فلقد بناه والدى على ارض كانت منطقة جبلية قامت الحكومة ببيعها للمواطنين بعد ان جعلتها صالحة لتشييد المنازل و المنشأت عليها ولانها صحراء تقريبا كان سعرها ليس مرتفعا و هذا كل ما فى الامر .
"شعرت بان العجوز يخفى على امرا ما لكن لم الح فى طلب معرفة ما لديه من معلومات حول ماضى المنزل فانا اعرف جيدا ان لا فائدة من ذلك طالما انه لم يرد اخبارى بالامر فلن ينطق بكلمة مهما فعلت لهذا قررت المغادرة"
- هذا فقط اه يبدو اننى لن استطع التوصل لشىء يفيدنى من جراء البحث عن ماض هذا البيت اشكرك على ما اخبرتنى به .
شكرته و عدت الى البيت و عندما حل موعد ظهورها جلست بانتظارها قرب ركنها المفضل عزمت على جعل هذه الليلة هى الاخيرة لزيارتها لى و عندما جاءت تملكنى الخوف للحظات لكننى استجمعت قواى فوقفت بقربها اتطلع اليها ثم سألتها عن سبب وجودها و بالطبع لم اتلق اى اجابة انتظرت لعدة دقائق بعدها قررت اتخاذ خطوة مختلفة ذهبت انرت مصابيح الغرفة و كما توقعت

0 تعليقات

إرسال تعليق